مع الضابط المغربي السابق، أحمد المرزوقي، أحد أبرز الناجين من سجن تزمامارت، يقدم وصفاً موجعاً لتجربة مأسوية في سجن تزمازارت بالمغرب، حيث احتُجز ضباط الجيش والمعارضون السياسيون في زنزانات انفرادية صغيرة بلا نوافذ أو ضوء لأكثر من ثمانية عشر عاماً، عاشوا خلالها برداً قارساً، وجوعاً مستمراً، وملابس لم تُبدّل لسنوات، وسط ظلام دامس يشبه القبر.
تستهل القصة برواية لحظة الاعتقال والنقل ثم تروي الظروف السابقة في السجن العسكري بالقنيطرة وخلفيات الانقلابات العسكرية في السبعينيات، خصوصاً محاولة انقلاب الجنرال أوفقير، وتشرح كيف أُلقي القبض على الطيارين وحُوصروا، ثم تنتقل إلى وصف الحياة اليومية داخل الزنزانات: الجوع، العطش، التعذيب النفسي والجسدي، غياب الرعاية الصحية، والإساءات من الحراس في فصول شديدة القسوة، مع إبراز استراتيجيات التكيّف التي ابتكرها السجناء كالتحفيظ الجماعي للقرآن وابتكار لغة خاصة وسرد القصص الطريفة وسط المأساة.
كما يبرز دور القضاء والإدارة في تأزيم الوضع من خلال محاكمات ظالمة أدت لإطالة العقوبات، وتبرز روابط التضامن بين السجناء وصلاتهم العائلية المستمرة وجهود المجتمع المدني والضغط الدولي التي مهدت لإطلاق سراحهم، لتخلص إلى أن تجربة تزمازارت كانت امتحاناً قاسياً للإنسانية علّمت النّاس الصبر والتمسّك بالحياة وأنّ القسوة لا تكسر الروح بل تحفز التضامن والإبداع في مواجهة الظلمات.
مواضيع الحلقة:
- عن المحاكمة
- 72 محاولة انقلاب أوفقير
- سجن تزمامارت
- الخروج من السجن