في حلقة مميزة من البودكاست، استضاف الدكتور طلال الطريفي في بودكاست جلسة تاريخية، الأستاذ المؤرخ حماد السالمي، الذي أبحر في عوالم التاريخ والثقافة، مقدما رؤية غنية عن تأثير البيئة والطبيعة في تشكيل الهوية الثقافية لسكان الطائف. وقد تحدث السالمي عن مسيرته الشخصية، بدءا من خلفيته في الصحافة إلى تفانيه في توثيق تاريخ المنطقة، ساردا تجربته في الصحافة وكيف أضحت عاملا محفزا لاهتمامه بالتاريخ.
تناول اللقاء عديدا من المحاور المهمة، منها أهمية الطائف كمصيف تاريخي، حيث كان ملاذا لأهل مكة في العصور الجاهلية، كما استعرض السالمي أيضا دور الطائف في تاريخ الإسلام، مشيرا إلى علاقتها بالرسول صلى الله عليه وسلم وزياراته لها، وكيف أن هذه المدينة كانت نقطة التقاء بين الثقافات المختلفة.
وأشار السالمي إلى الأثر الكبير للبيئة الطبيعية في تشكيل حياة السكان، موضحا أن الزراعة والبساتين التي أسهمت في استقرار المجتمع، وتحدث عن دور الطائف كمركز للعلم والثقافة، حيث احتضنت عديدا من الشعراء والمفكرين، وأصبحت ملتقى للأدباء والفنانين، ما أسهم في ازدهار الحركة الأدبية والفنية.
في جانب آخر، تناول السالمي مسألة الهجرات القبلية وتنوع التركيبة السكانية، ما أسهم في إثراء النسيج الاجتماعي، وبين دور المدارس والمراكز التعليمية في الطائف في نشر المعرفة وتطوير التعليم.
واختتم السالمي بالحديث عن التحديات التي واجهتها الطائف، وكيف استطاعت تجاوزها بفضل اهتمام الدولة ودعمها، ما أتاح للمدينة أن تتألق كمنارة للثقافة والفن.
كانت الحلقة رحلة فكرية مليئة بالذكريات والتأملات، تعكس عمق التاريخ وتنوعه في هذه البقعة الساحرة من المملكة، وتبرز أهمية الحفاظ على هذا التراث الغني للأجيال المقبلة.