مع المعتقل محمود عاشور، بدت كلماته كأنها آتية من قاع الجحيم. 25 عاما قضّاها بين جدران سوداء تخنق الضوء، وزنازين تفيض بالقهر. هناك، حيث تتجرد الحياة من ملامحها، كان التعذيب لغة يومية، والإنسانية ذكرى بعيدة. شهادته ليست مجرد حكاية، بل صرخة ألم تحفر في الذاكرة تفاصيل مأساة تفوق حدود الخيال.