نقترب من شخصية شيخ الإسلام ابن تيمية، الحاضر الغائب، الذي لا يزال يثير الجدل حتى الآن. هذا الرجل الذي امتدحه خصومه، نستذكر سيرته، ومنهجه، يشاركنا فيها د. عبيد الظاهري، ويجيب عن تساؤلات كثيرة حول ابن تيمة: لماذا كثر خصومه؟ وما الإشكالية الكبيرة التي يقع فيها كثير من الباحثين عند قراءة كتبه؟.
من أفنى عمره في تخريج الأحاديث وتحذير الناس من البدع، حارس السنة الشيخ محمد ناصر الألباني، نستذكره مع حامد المبيض، سيرته عبر مراحل مختلفة من حياته، كيف كان منهجه؟، ولماذا سُجن؟ وهل أسس فعلاً مذهباً خاصاً به؟. نقترب من شخصية الألباني، الذي كرس حياته للتدقيق في الأحاديث، وكان يبكي فرحاً كلما ثبت صحة أحد الأحاديث.
قالوا عنه إنه كان يستجدي الأموال من الأمراء، لكنه في الحقيقة كان يرفض مدح من لا يستحق منهم، شاعر الترحال أبي الطيب المتنبي، يشاركنا د. عدي الحربش مراحل حياته المختلفة عبر تحليل قصائده، فبين سفره من مكان لآخر ومدحه هذا وهجاءه ذاك كتب أعظم القصائد حتى بلغ ذروة إبداعه الشعري بعد خروجه من بغداد.نخوض في أعماق شخصية المتنبي الذي قيل عنه إنه قُتل بسبب شعره.
نستذكر السير الذاتية العربية مع فهد التميمي، وكيف أن الأدب رفع بعضه كتابه عاليًا وأسقط آخرين في الهاوية. يغوص معنا التميمي داخل مشاعر أشهر كتاب السيرة الذاتية بما فيهم طه حسين والعقاد والمازني، كما يجيب على سؤال طالما طُرح ولا يزال محل جدال ألا وهو أسباب قلة السيرة الذاتية النسائية العربية مقارنة بالرجال، وهل لا توجد بين العرب أديبات تماثل أقلامهن أقلام الرجال؟
من لبى نداء الصحراء، وأخذ عهداً على نفسه بإيصال رسالتها إلى العالم، أديب الشجن والتخلي إبراهيم الكوني، يشاركنا آرائه حول تعدد الهويات في الكتابة الروائية، والنكسة التي حلت بالأدب العربي حين تخلى عن الأساطير في السرد واعتمد على الأدلجة، يغوص معنا الكوني في خبايا الصحراء مصدر كل الثروات التي ينعم بها العالم، والتي أهملها الكتاب طويلاً في كتاباتهم رغم ما بها من ثروات روحية، كما يغوص في خبايا الكتابة الأدبية، وكيف أمضى عمره في تعلم كيفية كتابة الروايات، والتحكم في الفكرة والاستماع واليقظة لكل ما تحاول أن تقوله شخوص الرواية، حتى ولو كانت من الجمادات.
يشاركنا عبد الله البريدي محطات من حياة الراحل مفكر القرن عبد الوهاب المسيري، الذي ترك إرثاً فكرياً عظيماً. من تحلى بالفروسية الفكرية، ولم يخجل من التراجع عن أخطائه أو الاعتراف بها علانية. يغوص معنا البريدي داخل عقل المسيري، كيف قدّم أعقد الأفكار بأبسط الكلمات، وكيف تحول من ضيق المادية إلى رحابة الإيمان، أو مثلما يقول عن نفسه أنا ماركسي على سنة الله ورسوله.
من حول حلمه لمساعدة الآخرين والتعبير عن قضاياهم ومشاغلهم إلى كلمات يستمتع بها كل من يقرأها، أديب الملح والتيه عبدالرحمن منيف، نستذكر الروائي السعودي يشاركنا محمد القشعمي الذي كان قريباً منه وجمع كل ما كتب عنه، فأصبح مصدراً موثوقاً لكل من يرغب في معرفة أدق التفاصيل عن حياته. عن منيف الذي خلع عباءة السياسة وارتدى عباءة الأدب بعد أن اكتشف خدعة السياسة، وصدق الرواية في نقل قضايا الأمة، فشيد جسراً بالكلمات بينه وبين القراء العرب في كل مكان، وترك إرثاً من الروايات يكشف تحولات المنطقة والتغيرات الخارجية والداخلية لبشر قابلهم وسمع قصصهم وانشغل بكتابتها، حتى تحول قلمه إلى عين يرى من خلالها العرب أنفسهم وحكاياتهم وأوطانهم.
يحدثنا وليد الدلبحي عن العقاد، ما الذي جعل عباس محمود العقاد عبقرياً؟ كيف أصبح أيقونة الفكر في زمانه، رغم أنه لم يكمل تعليمه، ورغم وجود العديد من حملة الدكتوراة والأكاديميين حوله في ذلك الوقت. يروي لنا الدلبحي مسيرة العقاد الذي وُلد عام 1889، وكيف علم نفسه بنفسه، حتى جاء بعبقريات لم يسبقه إليها أحد، وكيف تنوعت كتاباته بين الفلسفة والإسلاميات والأدب والشعر، وكل هذا وهو لا يحمل سوى الشهادة الابتدائية، كما يحكي لنا الدلبحي فصول من حياته الشخصية، لتكتمل صورة هذا الكاتب الأعجوبة من كل جوانبها.
من أفنى عمره في السفر من أجل مساعدة المسلمين في كل بقاع العالم والنظر في أحوالهم، عميد الرحّالين الأديب السعودي محمد بن ناصر العبودي، نستذكر العبودي مع الدكتور محمد المشوح الذي كان قريباً منه وكتب سيرته، يروي لنا المشوح علاقته بالشيخ ومحبته له من قبل أن يلقاه، وسيرة حياة الرحّالة الذي لا يوجد من ارتحل مثله، فكان استثناءً في أدب الرحلات والسفر. لم يكتفِ الشيخ العبودي بدراسة علوم الشريعة التي كانت طاغية على باقي العلوم في زمنه، لكنه هضم كل العلوم من فلسفة وعلم نفس وأدب، رافضاً ارتداء عباءة أحد ممن سبقوه فأصبح العالم الذي لا يُشبه أحد، والعالم الذي اتبع نهج الاعتدال والوسطية فأعطى أفضل صورة عن علماء المسلمين والإسلام في الخارج.
من عاش أحلام العروبة ذلك الزمان، الشاعر المناضل شاعر القضية والعرب، أمل دنقل، نستذكر أمل في ذكرى ولادته 23 يونيو عام 1940 م، يشاركنا محمد التركي الذي يحمل وجدانًا خاص بـ أمل دنقل. يروي لنا التركي بدايات ذلك الارتباط واطلاعه العميق على تجربة أمل دنقل، نعرفه بقصيدة «لا تصالح» تلك القصيدة التي كانت تقف أمام كل خطابات السلام آنذاك. تعرض في حياته لمآسي عديدة، عانى من السرطان طيلة ثلاث سنوات، صب معاناته في مجموعته الأخيرة «أوراق الغرفة 8». صدرت له ست دواوين شعرية منها: البكاء بين يدي زرقاء اليمامة، مقتل القمر، العهد الآتي.
يأخذنا محمد حسين الأنصاري في رحلة حول أفكار الشيخ بن عاشور، وأبرز الأفكار والقضايا التي شغلته وكانت الركيزة الأساسية لمنهجه. محمد بن الطاهر بن عاشور هو عالم وفقيه تونسي، برز في عدد من العلوم ونبغ فيها، كعلم الشريعة واللغة والأدب، وكان متقنا للُّغة الفرنسية، وعضواَ مراسَلاً في مجمع اللغة العربية في دمشق والقاهرة، تولى مناصب علمية وإدارية بارزة كالتدريس، والقضاء، والإفتاء، وتم تعيينه شيخاً لجامع الزيتونة. ألف عشرات الكتب في التفسير، والحديث، والأصول، واللغة، وغيرها من العلوم.
يأخذنا الدكتور براء حلواني، عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى - قسم ( الكتاب والسنة) في رحلة حول أفكار الدكتور محمد شحرور، محاولاً الإجابة على السؤال الأكبر: هل قدّم شحرور ديناً جديدا؟ شرع يقرأ ويؤلف حيث أصدر سلسلة (دراسات إسلامية معاصرة) وكان لديه الكثير من الأفكار والإشكالات التي ذكرها في عديدٍ من المؤلفات التي ألفّها، وإشكالات حول الأنبياء والإسلام، والكثير من الأشياء التي لم يوفق بها، وأيضًا نظريات غريبة حول العبادات والدين، ولقد تم الرد عليه وانتقاده من الكثير من الأساتذة.