نشأ غارقًا في حب الكلمات، تدرج في قراءة أمهات الكتب من الأدب والشعر، نطق فصاحة، وعاشر القصيدة حتى صار عرّابًا لها، مدح مرات وهجا مرات، يُستشهد بشعره، ويُطّرب له، سلك طريق الصحافة ضرب فيها بسهومه لكن مالبث أن اخطأ، عرف دروب المنافي وعاش الغربة سكنها وسكنته، سرد احداثها ضمن شعره، وفصّل المعاناة فيها ضمن دواوينه، ناضل جُلَّ حياته ، دخل السياسة وكتب فيها عاشر اليد العليا في السلطة، لكنه كان مختلفًا، اقترب من البلاط مره، وابتعد عنه طيلة حياته، تمسّك بالقصيدة العمودية، وبقيت له إرثًا، وبقي اسمه علمًا شاعر العرب الأكبر الجواهري.
ولأن الشاعر لا يعرّف عنه إلا شاعر، فكان عبدالله العنزي “أبو أصيل” خير من يتحدث عن الجواهري ويصف لنا رحلته، وارتباطه به، وحبه لشاعر العرب الأكبر.
في هذه الحلقة من بودكاست جولان يتحدث ضيفنا الأستاذ عبدالله العنزي عن الجواهري، حدود شخصيته وما جبلت عليه من تعطش للحرية والعدالة، سيرة حياته وما عايشه من وجع في الغربة وتضييق الحكام، محاسن شعره المتدفق ونسيجها البديع وتأثره به.